قد يختار البعض منا تخصصًا دراسيًا ويقطع فيه مشوارًا حافلًا بالتعب، ولكنه يحبط من قلة الفرص الوظيفية فيه، مما يضطره إلى أن يسلك طريقًا آخر؛ يبحث فيه عن مصدر لرزقه؛ ولأننا في عصر “السوشيال ميديا” فقد يشكل واحد من وسائل التواصل الاجتماعي مصدرًا للرزق إذا ما أحسن استغلاله.
ذكريات العوامي المنحدرة من مدينة القطيف وبعد أن تخرجت في جامعة الملك سعود بالرياض بتخصص التغذية العلاجية بدأت قصة كفاح حيث لم يوقفها شيء عن تحقيق ذاتها؛ فقد افتتحت مشروعًا فريدًا من نوعه، وذاع صيتها بين شريحة كبيرة من الناس ثم بدأت تتوسع – بفضل الله – ثم بدعم من أختها لها في البداية حيث اقترحت عليها فكرة تطوع فيها دراستها، والتي جاءت بمحض صدفة وحققت لها مدخولًا يصرف عنها تعب دراستها والآن أصبحت تتمتع بنجاحها.
ومع افتتاحات النوادي النسائية الكثيرة في محافظة القطيف وضواحيها يتجه عدد كبير من قاصدي الرياضة إلى تخفيف أوزانهم وضمن خطة غذائية مدروسة تساعدهم جنبًا إلى جنب مع ممارسة الرياضة وتنظيم وجباتهم لإظهار نتائج مبهرة؛ حيث تبحث النساء غالبًا مع العصر التكنولوجي عبر السوشيال ميديا على إجابات عن جميع الأسئلة التي تطرأ على مخيلتهن وتطبقنه على أرض الواقع من تجارب أشخاص آخرين فقد يلجأ بعضهن إلى نسخ أنظمة غذائية وتتبع ما لا يتناسب معهن؛ مما جعل العوامي تبدأ بتنظيم ومتابعة الأنظمة الغذائية لأصدقائها وأفراد عائلتها ومعالجة مشاكلهم الصحية ومناقشة وترتيب جدول يتناسب مع كل منهم غذائيًا وصنعت ذلك مع عدد قليل يتكون من 10 أشخاص حتى وصلوا إلى أكثر من 300 مشترك.
بداية الفكرة
تقول العوامي في حديثها إلى «القطيف اليوم»: “بدأت في عام 2016 والحمد لله حققت الكثير من النجاحات حيث خصصت أنظمة غذائية لمرضى الضغط والسكري وتكيس المبايض، وأنشأت قروبات خاصة بالرجال والنساء بالإضافة للراغبين بإنزال أوزانهم”، مضيفة: “أعمل دون قروبات على الحالات الخاصة كمرضى السرطان والقولون والنقرس والذئبة الحمراء وغيرها الكثير”.
وضع الخطة والمتابعة أونلاين
وعن شرح طريقة وضع النظام الغذائي لكل مشترك: “تقول لابد من النقاش مع الطرف الآخر لإصدار خطة ملائمة له دون حرمان حيث إننا نتبع نظامًا يعتمد على تغيير العادات الغذائية السيئة، إلى أن ننجز ملفًا يحتوي على ما لا يقل عن 7 صفحات يكون فيها الجدول الغذائي بالتفصيل ليقوم المشترك باتباعه”، متابعة: “تتم المتابعة من قبلي ومن قبل مشرفين على كل قروب لنقوم بتغطية الاستفسارات وتحفيز المشتركين وذلك بعمل مسابقات يوميًا منذ بداية الصباح حتى المساء ليصلوا إلى أهدافهم”.
الإصرار على الوصول
بينت العوامي قائلة: “إن الحياة الصحية تعطيك أهدافك عندما تبدأ بإرادةٍ منك أولًا وعندما ترغب بالبدء في إنزال وزنك لابد من اتباع ممارسات صحية والتي لا نعتبرها حرمانًا”، متابعة: “البعض مضحك أمرهم؛ فهم يرغبون الأكل من الدهون والحلويات طيلة اليوم وينتظرون من رقم الميزان التغيير، فنحن نسمح بيوم مفتوح وبعض الجداول تحتوي على حلويات، لكن وحدها الإرادة تعطيك دافع الوصول حتمًا”.
صدى النتائج يصل بعيدًا
وتعتبر العوامي أن هذه الفكرة فعالة حيث يلجأ إليها الكثيرون ويفضلون استغلال وقت الراحة ومتابعة الواتساب على الذهاب للعيادات الخاصة، موضحة أنها تدربت في فترة دراستها قبل سنوات في عيادة التغذية لمستشفى القطيف المركزي وكان الإقبال في العيادة كبيرًا جدًا، إلا أن التزام المراجعين كان قليلًا لنيل مطالبهم لأنهم يبحثون عن حلول سريعة إما بتكميم أو نحت وغيرها، متابعة بقولها: “أما الآن فأصبح ضمن الخطط المدروسة التي تُعرض نتائجها على صفحات الإنستغرام وتحفز الكثيرين على العزم والبدء، فقد وصلنا لدول الخليج ولديّ مشتركون من عمان والبحرين والإمارات بالإضافة لمناطق مختلفة من الدولة مثل جدة والرياض والطائف والمدينة المنورة والأحساء والدمام ومحافظات القطيف عامة بفضلٍ من الله والحمدلله”.
تجارب أشخاص وصلوا للهدف
واستعرضت العوامي نموذجًا لنتائج بدايات المشروع أحلام المرهون وهي من أقاربها، والتي ذكرت لـ«القطيف اليوم» تجربتها قائلة: “كان وزني 85 كيلو جرامًا، وكنت أعاني حينها من ألم في الظهر وخفقان في القلب وألم في الركب وأرق وقلة النوم وصعوبة التنفس، ولكن باتباع البرامج المطروحة بعد دراسة حالتي، وبعد ستة أشهر من الحماس والتشجيع في القروبات وعلى التواصل الخاص بالمدربة، وبالإضافة إلى ممارسة الرياضات الخفيفة والوجبات المتنوعة انخفض وزني 25 كيلو جرامًا”.
وتابعت: “لقد تحسنت حالتي الصحية والمزاجية والنفسية لدرجة أن الأهل استغربوا من إرادتي ووصولي لوزن مثالي وصحة ورشاقة وخفة، بل إن أخواتي تشجعن وبدأن بالتواصل مع الاختصاصي ذكريات للبدء بالدايت، وشجعن صديقاتهن وكل من يسألهن عن الطريقة التي اتبعنها، وبمرور وقت غير كبير استمتعن بانخفاض أوزانهم بشكل صحي وغير متعب”.