هذا الرجل الهاش الباش فارع الطول تجده في كل بقعة من القطيف من شمالها إلى جنوبها وربما بعضكم شاهده بلا شك.
سيدنا هذا لا تسقط من جدوله اليومي المنظم أي (فاتحة)… نعم أي فاتحة تقام في أي مدينة أو بلدة أو قرية من نواحي القطيف قريبها وبعيدها.
يتابع حركة الوفيات اليومية التي لا تهدأ ليتعرف على أماكن وأوقات تقبل التعازي.
يخرج صباح كل يوم من بلدته ومسقط رأسه الأوجام قاصدًا تعزية الجميع ومتعنيًا للجميع بلا استثناء أو انتقاء..
يعزي من يعرفه ومن لا يعرفه.. من صغير وكبير وغني وفقير لا فرق عنده.
همه الأول هو تقديم المواساة والتعازي لأهل وذوي المتوفى والتخفيف من مصابهم وفقدهم ولو لمرة واحدة وإن تمكن فإنك تراه ثانية وثالثة.
يصطف في تلك الطوابير الطويلة ليصافحهم فردًا فردًا ببشاشة وجهه وطلاقة محياه.
تجده صباحًا يجوب مساجد وحسينيات القطيف وتاروت وعصرًا في سيهات وصفوى والقديح والعوامية وليلًا في الجارودية والخويلدية وأم الحمام والحلة والجش وبقية القرى.
يعرفه الجميع بالسيد وهو كذلك سيد في النبل والأخلاق والتواضع والتعاطف ومودة الناس.
عرفته زميلًا وأخًا عزيزًا ورجلًا فاضلًا هادئ البال وواسع الصدر ترتسم على صفحة وجهه سمات الإيمان والالتزام.
عمل السيد شرف الهاشم في المديرية العامة للشؤن البلدية والقروية بالمنطقة الشرقية ثم في أمانة المنطقة الشرقية بعد أن دمجت المديرية معها وصار مديرًا للميزانية بالأمانة خلفًا لسلفه الأستاذ القدير وهب عبدالله الفرج حتى تقاعد عن العمل بحكم النظام قبل بضع سنوات.
هذا النموذج الإنساني الفريد الغارق في النبل والعطف والإحسان لا شك أنه يمثل الجانب المشرق من أبناء هذه المحافظة الذين جبلوا على حب الخير والإحسان ومشاركة الناس في أفراحهم وأتراحهم يستحق منا جميعًا أسمى معاني التقدير والشكر على حسن صنيعه وجميل فعله وإن كان يحتسب الأجر والثواب من رب الأرباب.
أدعو الله – جل شأنه – له بتمام الصحة والعافية وطول العمر.