القطيف..اختصاصيون يقفون على تجليات وجماليات الإعجاز القرآني

وقف عدد من الشخصيات المتخصصة في البحوث القرآنية والعلمية والأدب والبلاغة وفنون الخط العربي على تجليات وجماليات الإعجاز في القرآن الكريم، والتعرف على كيفية أكتشافه، بطرق متعددة سواء كانت تفسيرًا، تجويدًا، بلاغيًا، نحويًا، وحتى الصياغة والكتابة الخطية.

جاء ذلك في “ملتقى الديوانيات الأول” والذي نظمه المجلس القرآني المشترك بالقطيف والدمام، بالتعاون مع منتدى الكوثر الأدبي بالقطيف، يوم أمس الخميس 26 جمادى الأولى 1438هـ، والمقام في مسجد الرسالة بالقطيف، بحضور نخبوي خجول من أهل الثقافة والأدب القرآني والشأن الاجتماعي بمحافظة القطيف.

استهل العريف حسين جبران الملتقى بتوضيح الفكرة العامة من إقامة ملتقى الديوانيات، ليكون هذا الملتقى سلسلة من الملتقيات الدورية التي تهدف إلى نشر الثقافة القرآنية في جميع علوم القرآن الكريم، واستقطاب المنتديات الثقافية للولوج في الساحات القرآنية، والحث على القراءة والبحث القرآني، بين الأجيال الشابة، مستشهدًا ببعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأئمة عليهم الصلاة والسلام بفضل القرآن وتعلمه ونشر علمه، اعقبه تلاوة عطرة بصوت القارئ صالح الحداد.

قدم الكاتب علي الشيخ ورقة بحثية تحدث فيها عن “التناص القرآني”، بإعطاء نبذة عن بيبليوغرافيا التناص وظهوره في مجال النقد الأدبي منذ الستينات، والذي بدأ مقتصرًا على تعدد الأصوات في الشعر، معرفًا له بأنه ما دل على تشابك المعاني في الكلمات وارتباطها بالنصوص الأخرى، بمعنى مجال تأويل النص.

وأوضح الشيخ مجالات التناص في الأدب العربي هو إيجاد التشابه والتداخل بين النصوص الجديدة الأدبية والآيات القرآنية، وليس معناه تتبع النص، مبينًا نشأته في الشعر الحديث في التسعينات، فكان بين مستويين هما؛ مصطلح النظم القرآني والسرقات الشعرية، إلا أنه ظهرت بعض العلوم مثل؛ الاقتصاص وعلم الوجوه والنظائر القرآنية.

وذكر كيف استخدم الشعراء القطيفيون التناص القرآني، في أدبياتهم الشعرية ومنهم؛ أحمد الرويعي، ياسر آل غريب، سعيد الشبيب، وعيسى العلي، وكذلك الشاعرة سلاف عدنان العوامي، شارحًا ومستشهدًا كيف تم صياغتها وتوظيف البلاغيات حولها، بل تعدى إلى كيف استخدم في المفردات والتراكيب اللغوية والقصص.

ودعا إلى استخدام التناص كدليل على استشراب، العلوم القرآنية، مع توظيف ذلك النسق القرآني في الشعر والأدب ليتحول الشعر إلى نفس قرآني، ليتبعه تقديم الشاعر ياسر آل غريب قصيدة شعرية تعبر عن إعجاز القرآن وتفرده به.

واعتبر الباحث صالح السعود القرآن رسالة سماوية إلى البشر وتميزه بالإعجاز اللغوي، ويحتاج لمتلقي لفتح النص القرآني ويكون القارئ حضور إبداعي منتج، كما أنه كانت له وقفة تدبرية لسورة الأعلى من حيث القراءة التأصيلية، والتدبر بين كلماتها وجملها وآياتها، وذلك من خلال المدخل الذي جاء ضمن بحث “الوحدة العضوية للقرآن الكريم”.

بدأ مدير مركز بحار القرآن الكريم بسنابس المهندس الخطاط صالح الحداد فقرته بموشح ولائي، ليقدم بعده، استقراء لحياة القارئ في عملية الاستبصار بالقرآن الكريم ويكون له منهج حياة، والتي تنطلق بالمعرفة والقراءة الصحيحة، ومن ثم الانتقال إلى علم التجويد وإتقانه، ومع التدريب تتحقق أحكام التجويد، بما أوتي من فصاحة والعمل على استدراك المعاني، لتعيش الأجواء المطلوبة، للوصول إلى رفع اللبس بين الحروف وفق موازين معينة، ومن ثم الوصول لفنيات الأداء في المقامات، مع التوسع في التعرف عليها وتعلم طريقة إلى قولبة المقامات، وعند الإلمام بهذه الفنون يصل لمرحلة التدبر، مشددًا على أهمية أن يكون له انعكاسه على الذات.

وأكد الحداد على أهمية التحضير للتلاوة المسبقة للنص القرآني، والتعمق في القراءة والتأثير، داعيًا إلى الرفق بكتاب الله والبعد عن السطحية في التأثير على النفوس، وعلى ذلك انتقل الى شرح كيفية الصياغة والرسم الإبداعي، بجمال الخط العربي في كتابة الآيات القرآنية، وخروجه ليس مجرد كتابات فنية بل وفق رسم تعبيري يفسر الحروف التي في الكلمات، لتكون جملا وآيات قرآنية.

وأوجز مدير المجلس القرآني المشترك أمين الهاني في كلمته صور تفرد الإعجاز القرآني، وما نجد منه في القصة برفيع اشكالها والخيال الواسع، والبشارة والإنذار، وهنا نلاحظ أن القرآن جاء على نهج غير معهود عند العرب وهنا كان الإعجاز، مستعرضاً الأساليب القرآنية التي تصور هذا الإعجاز بكل تفاصيله، وجاء بنمط مخالف لأنماط البيانين عند الجاهلين وصورة مبنية للعرب الذين نزل فيهم كتاب الله، ومن هذا المنطلق أتى المجلس القرآني بفكرة الديوانيات القرآنية والتوجه للمراكز القرآنية والولوج في آيات القرآن ليكون لهم بحث ووقفة، للإبحار في أفكار القرآن الكريم.

ختم الملتقى بتكريم المجلس القرآني المشترك الى منتدى الكوثر الأدبي، على تعاونه في تنظيم الملتقى، بحضور مدير المنتدى حسن الفرج وعدد الأعضاء، معربًا الفرج عن شكره للمجلس القرآني، فيما أعتز الشاعر فريد النمر بهذه البادرة التي تفتح أفق جديد لتكون سلسلة من اللقاءات، بالإضافة لدعوته الشعراء للكتابة في مجال علوم القرآن.

يجدر بالذكر أن المجلس القرآني افتتح مركزه التدريبي بمسجد الرسالة بالقطيف، يوم الثلاثاء الفائت 21 فبراير 2017م، وبينت رئيسة القسم النسائي للمجلس القرآني انتصار الصفار لـ “القطيف اليوم” بأن الهدف من المركز هو تقديم البرامج التدريبية لمنسوبي المجلس، والتطوير الإداري، وترسيخ ثقافة العمل المشترك لدى إدارة اللجان في الدور القرآنية.

صور:


error: المحتوي محمي