بعض الشعوب تعيد إحياء ذكرى رموزها ممن قدموا التضحيات إلى الوطن والوقوف أمام الظلم فمثلًا الصين تحتفل بشاعر وناشط سياسي يدعو إلى الإصلاح ومحاربة الفساد لكن التحديات دفعته إلى أن يلقي بنفسه في النهر؛ فكل عام وبعطلة رسمية لمدة ثلاثة أيام الصينيون يحيون ذكرى شاعرهم “تشيو يوان” بتنظيم سباق قوارب التنين في النهر في ذكرى القيم التي حملها هذا الشاعر.. فما بالك بشخص كان كريمًا مع الله بكل ما يملك من جاه وأسرة ومال ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
الله – سبحانه وتعالى – خلّد ذكرى النبي إبراهيم بعدد من الابتلاءات: عقائدية وجسدية وعاطفية.. حيث كان النبي إبراهيم يعيش في بيئة تعبد الأصنام فلم يتبع الأغلبية ورفض عبادتهم.. فمن الناحية الجسدية إضرام النار في النبي إبراهيم للاستسلام فلم يستسلم، وعلى مستوى العاطفة بذبح ابنه النبي إسماعيل فبعد تسليم النبي إبراهيم إلى هذا الابتلاء أخد منزلة عند الله وخلد ذكراه حيث آثار قدمه المباركة إلى يومنا منار للمسلمين حيث إن الله وصفه بأن هذا الابتلاء العظيم.
في الضفة الأخرى حجم البلاء الذي وقع فيه الإمام الحسين (ع) حيث ضحى بولده علي الأكبر وبقية أفراد عائلته وأصحابه ولم يرجعوا له مثل النبي إبراهيم كما رجع إسماعيل إلى أبيه ولم يذبح وكذلك حين انعدام الماء إلى هاجر وابنها إسماعيل نبع لهم ماء زمزم أما حين منع الماء عن الإمام الحسين (ع) وأصحابه ماتوا عطشى وبقي أطفال الحسين (ع) دون ماء حتى بعد انتهاء المعركة فأخذوا يحفرون الأرض لكي يترطبوا بالتراب البارد عكس عائلة النبي إبراهيم فكان ماء زمزم يروي عطشهم.
فماذا يكون جزاء من وقع عقد اتفاقية مع الله على بياض وقال: “إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى” هل سوف يصفه الله بالابتلاء العظيم أم أكثر حجمًا من ابتلاء النبي إبراهيم؟ ألا يستحق من الله الخصوصية التي منحها الله له الشفاء في تربته والأئمة من ذريته وإجابة الدعاء تحت قبته، ألا تستحق هذه الذكرى أن تكون مخلدة من الله؟ فسلام عليك يا أبا الأحرار أبا عبدالله الحسين السلام عليكم يا أنصار الحسين طبتم وطابت الأرض التي فيها دفنتم وفزتم فوزًا عظيمًا.