وثق المستشار البريطاني السير تشارلز بلجريف، جانبًا من مشاهداته لمراسم العزاء خلال الأيام العشرة الأولى من شهر محرم، أثناء فترة عمله في البحرين من عام 1926 حتى عام 1957م، وذلك في كتابه (العمود الشخصي) المعروف باسم مذكرات بلجريف.
وبحسب ما ذكره مترجم الكتاب مهدي عبدالله، فإن هذه الجزئية التي تخص عاشوراء، لم يترجمها في كتابه المتداول ذلك الحين، لأسباب لا يتسع المجال لذكرها الآن على حد قوله.
وذكر بلجريف وفق مانقله المترجم: “بعض الوعاظ (الشيوخ) الذين يتحدثون في مآتم البحرين في محرم هم “ملالي” محليّون، بينما تستأجر المآتم الميسورة (قرّاء) كما يسمونهم هنا من العراق وإيران والقطيف، وتدفع لهم ما يعادل 400 أو 500 جنيه استرليني للعشرة أيام الأولى من محرم”.
وأضاف: “خلال العشرة أيام الأولى من شهر محرم، وهو أول شهر في السنة الهجرية، يحتفل الشيعة في البحرين وأماكن أخرى باستشهاد الحسين، نجل الإمام علي الذي هو مع شقيقه الإمام الحسن هما سبطا النبي محمد (ص) الوحيدان”.
وتابع: “في اليوم العاشر يخرج الشيعة في مواكب دينية كبيرة في الشوارع وهم يمثلون ما يوصف بالمسرحية المعجزة للحسن والحسين، وفي السنوات الأخيرة قلّ الاهتمام بإعطاء الجانب الدرامي للمواكب وأخذ المنظمون، وهم رؤساء المآتم، يركزون على إنتاج أعداد أكبر من الجلادين، ولاطمي الصدور، وضاربي السيوف”.
وقال:” وقد درجتُ على قضاء ليلة واحدة أو ليلتين خلال شهر محرم في زيارة المآتم والاستماع إلى القرّاء، وإذا ما تخلّفت عن الحضور في المآتم الرئيسية تصلني رسائل تستفسر عن سبب عدم زيارتي لها”.
تنويه من «القطيف اليوم»: المصطلحات والألفاظ الواردة في الترجمة نقلت حرفيًا كما ذكرها المترجم.