ها قد تصرَّم عامُنا وأتى لنا
شهرُ المحرّمِ والعزَا يتجدّدُ
فيه على المولى الحسينِ وآلِهِ
بلَهيبِ فاجعةٍ غدت تتوقَّدُ
شهرٌ تنوحُ به البتولُ لشبلها
شجواً ويبكيهِ النبيُّ محمّدُ
شهرُ تميَّز بالشُّجونِ مع الأسى
وشعارُهُ في ذاك ثوبٌ أسودُ
لِمَ لا وقد بكت السَّماءُ لِما جرى
فيه دمَاً وعليه ناحَ الجَلمَدُ
فِيهِ الدَّمُ الزَّاكي أُريقَ بكربلا
وحرارةُ بقلوبنا لا تبردُ
فيه ثوى سِبْطُ النبيِّ مُبَضَّعا
وبصدره شمرُ المخازي يصعَدُ
تلك المصيبةُ أقرحت جفنَ الْهُدَى
ولعُظمِها بقيَ الزَّمانُ يُرَدِّدُ
فكرُ الحسينِ يُبَثُّ عبرَ مآتِمٍ
وإلى القيامةِ ذكرُهُ لا يخمدُ
ومصابُه جعلَ الدُّموعَ سواقياً
تجري على صحنِ الخدودِ و تُنشِدُ
يبقى الحسينُ مدى الزَّمانِ مُخلَّداً
رغماً على أنفِ العنيدِ ويصمُدُ .