البعض يرسل الدعوات والإعلانات في إقامة مؤتمر والنتيجة تكون ربما غير مرضية لهم في الحضور، والبعض يستغرب كيف أفواج من الناس تتجمع في مكان واحد ويكون الحضور تلقائيًا بدون دعوة مسبقة. في شهر محرم تفتح المجالس ونرى حضور الجمهور تلقائيًا دون دعوة مسبقة في وقت مثبت عند الجمهور.
في عصر التطور التكنولوجي من تطبيقات التواصل الاجتماعي، علينا استغلال هذه التقنية في المساهمة بالمفيد إلى المنبر الحسيني، فبعض المغردين في “تويتر” والسنابيين المشاهير من لديهم متابعين (فلورز) بحجم كبير، ربما يركزون على الدعايات ومتاجر الملابس وماركات العطور، فنتمنى من مشاهير السناب والتويتر في أيام الحسين (ع) المساهمة في تطوير المنبر بنقل صورة حقيقية عن جهود فريق العمل للمنبر الحسيني بكل صدق وبدون مجاملات في نقل فعاليات المنبر من المجالس العرضية التي أشارت لها أمّهات المصادر التاريخية ترتكز على طبيعة الحدث المؤلم وتخلق الطاقة العاطفية الوهّاجة في الجمهور التي يصاحبها شكل بكاء تعبيرًا عن واقعة كربلاء.
كذلك تتفرع جذور المنبر الحسيني إلى المجالس الهادفة التي تشكل جامعة ثقافية لكل العلوم من الابتكار والأفكار وعقائد والحس الأدبي والحكم الشرعي، ويهدف المنبر إلى رفع مستوى الناس دينيًا وعقائديًا وثقافيًا.
تم تأسيس النظرية الانتقالية في المنبر بطريقة تنقل فكر الجمهور من الموضوع الهادف إلى كربلاء بأسلوب مترابط وسلس وانسيابي ومشوق من الخطباء الذين أسسوا نظرية الانتقال هم: الشيخ كاظم السبتي، السيد صالح الحلي، الشيخ محمد اليعقوبي، بعدها تطور المنبر الحسني على شكل مدرسة خطابية يخاطب عموم المثقفين وعقول الشباب، ويكون الخطيب متعايشًا مع الناس، وطرح مشاكلهم على يد الدكتور أحمد الوائلي ليصبح المنبر مدموجًا بين مخاطبة الفكر والعاطفة.
فأصبح أسلوب الدكتور الشيخ الوائلي معيارًا إلى الخطباء، فمن يقترب من نمط الشيخ الوائلي يعتبر من الخطباء في الدرجة الأولى بإعطاء المنبر الحسيني الفائدة للحضور، فهذه مرحلة المنبر الحسيني التي وصل لها الآن من مجرد أبيات شعرية إلى بستان من الثقافة والأدب مع دمج العاطفة.
فدور السنابيين والمغردين في توسع الثقافة وتكامل الفكر للشباب بفتح العدسة على تطور منبر الإمام الحسين (ع) في حساباتهم، بدلًا من الإعلانات عن الأكل وأزياء الفساتين وموديلات السيارات، فنحن أمة “اقرأ” تميل إلى التعلم والارتقاء بالفكر والأخلاق، ونسير على نهج أفضل البشر محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).