برّوا بأولادكم يبرّوا بكم

من القضايا الاجتماعية التي يعاني منها كثير من الآباء والأمهات هو تنمّر أولادهم وخروجهم عن طاعتهم، أو بعبارة أدق النكران وعدم البرّ بهم وهذا القول إن صحّ فعلينا التريّس في أخذ القرار والانتظار ريثما نبحث الموضوع وندرسه من كافة الجوانب والأطراف فلعل ثمة خلل في الموضوع يستدعينا لتأجيل إدانة المسؤول عن هذا العقوق.

وبعد البحث والرجوع إلى ملفات جمعية حقوق الإنسان تم رصد الكثير من حالات العنف والاعتداء من قبل الآباء ضد أطفالهم سواء بالتطاول المادي أو اللفظي وبدراسة جوانب هذه الحالات عرفنا أن وراء هذا العنف أبوين جاهلين وغير مؤهلين فكريًا وغير جديرين بتحمل زمام المسؤولية في إدارة ورعاية أطفالهما، فهما بدلاً من أن يصغيان إلى مشاكلهم وتلمّس همومهم واحتواءهم وقفا لهم كالعظم الذي يسد مجرى سعادتهم، الأمر الذي أدّى الى إصابة هذه الفئة العمرية بالاضطرابات السلوكية وأمراض الخوف والقلق مما دفعهم إلى التمرّد على واقعهم وكسر قوانين البيت واللجوء إلى الشارع هربًا من ذلك القمع والعذاب الذي ذاقوه من جحيم ذلك المعتقل (البيت).

لذلك عزيزي الأب وعزيزتي الأم.. أولادكم ليسوا عبيدًا تحت أيديكم تحكمونهم بالسوط والنار، بل هم أمانة في أعناقكم وكما تطالبونهم بالبر والإحسان إليكم فإنهم أيضًا لهم من الحقوق الشرعية ما يلزمكم بتوفير احتياجاتهم من مأكل ومشرب وملبس فضلًا عن تهيئة البيئة المستقرة والكنف الآمن والحب الدافئ، ومثلما تخيّرتم لهم أفضل الأسماء وأجملها كذلك عليكم اختيار المعاملة الطيبة والتي هي من المطالب الرئيسية التي تجعل الأولاد يشعرون بإنسانيتهم وآدميتهم، ومثلما كنتم سببًا في وجودهم بهذه الحياة فلا ينبغي أن تكونوا أيضًا سببًا في ضياعهم منها.


error: المحتوي محمي