وتتكرر المأساة.. ويستمر المسلسل الخطير بحلقاتـه المأساوية التي نشاهدها في القديح عيانًا بيانًا، ويصر أبطال هذا المسلسل على أن يمددوا حلقاته وكأنه باب الحارة الذي تتجدد حلقاته كل عام رغم مشيب بعض أبطاله وموت البعض الآخر، ولكن في مسلسلنا الأبطال لا يَشيبون بل إنهم يُشيِّبون الرضيع، ولا يَمُوتون، بل يُمِيتُون مختلف الأحياء.
ولا ندري تلك العين التي تريد أن تزيل مظاهر التلوث البصري والعمل على تحسين المشهد الحضاري، ألا ترى المظاهر والمناظر التي لا يوجد مثلها في غير القديح، حين تتراكم النفايات، وتتكدس القاذورات، وتفوح الروائح النتنة مشكلة خطورة حتى على المسؤولين عن إزالتها فضلًا عن خطورتها على المواطنين.
أهذا هو الوضع الذي تريدون بلداتنا أن تكون عليه لتدخل ضمن خطتكم الحضارية بزيادة التلوث والإمعان في بقاء مسبباته وليس بإزالته وتخليص الناس من خطورته والتي تجلب أخطر الأمراض المعدية، تلك التي ينقلها حتى الهواء حال استنشاق روائح القمامة المتعفنة والتي تجلب الذباب والبعوض والقطط ومختلف الدواب التي تجدها مرتعًا خصبًا للتكاثر والتسبب في أخطر مأساة بيئية وصحية بالغة الخطورة على بني البشر، حيث العدوى الأكيدة والأمراض المميتة والتي لا علاج لها!
إننا في القديح نناشد كل غيور على بلده أن ينقذنا مما نحن فيه من أخطار محدقة بسبب تراكم هذه النفايات على مدار فترات كافية لأن نتفاجأ فيها بحالات مرضية سببها هذه الأكوام التي لا تنقضي والتي يمر عليها كبارنا وصغارنا ونساؤنا وخاصة هذه الأيام مع ابتداء الموسم الدراسي والأطفال يمشون بين هذه المخلفات وهم لا يدركون خطورتها، والبلدية الموقرة لا تعير الاهتمام الكافي والذي طالما طالب به المواطنون ممثلين في بعض أعيان البلدة والذين لايزالون يرفعون المناشدة تلو الأخرى، مطالبين بحل جذري يخلصهم من هذا البلاء المحدق بهم وبأهاليهم، ولكن لا حياة لمن تنادي سوى الإمعان في استمرار المشكلة وكأن البلدية تفرض علينا عقابًا جماعيًا لا يوجد ما هو أخطر منه فعلًا.
نحن نعذر أعياننا الذين لم يدخرون وسعًا في محاولة حل هذه المشكلة ولكنهم للأسف لم يستطيعوا بسبب فقدان البلدية للمصداقية معهم أو ربما لعدم استطاعتها بمسؤوليها فعل شيء جذري يخلصنا من الحال المأساوي الذي وصلنا إليه، والذي نراه امتد لمناطق أخرى في المنطقة حيث تراكم النفايات أيضًا في منطقة الناصرة بالقطيف وهي واضحة بلا مجال للشك.
نناشدكم يا رجال البلديات أن ترحمونا وتطلعونا على الحقيقة التي بينكم وبين المقاولين المسؤولين عن النظافة، كما نناشدكم يا رجال بلدتنا أن تعملوا المستحيل لتنقذونا مما نحن فيه، غير ذلك نحن فعلًا ذاهبون لما هو أسوأ من ذلك بكثير، وهذه هي أيام الرطوبة الشديدة والتي تتشكل لها الأجواء الخصبة لنقل الأمراض بطريقة سريعة جدًا تطال القريب والبعيد، وعندها لن ينفع الندم، ولا الصوت حين يفوت الفوت.