كشافة القطيف يسترجعون ذكرياتهم في الحج

يشهد موسم الحج في كل عام مشاركة حثيثة من الفرق الكشفية، التي تتوزع في مناطق المملكة التابعة إلى جمعية الكشافة العربية السعودية، التي بدورها تعمل كل عام على توجيه القادة الكشفيين والكشافة التابعين لهم إلى مكة والمشاعر التابعة لها، محاولة منهم لتذليل الصعاب التي يتعرض لها الحجاج.

وعلى ضوء ذلك؛ وقفت «القطيف اليوم» مع بعض القادة الكشفيين والكشافة الذين شاركوا في مواسم الحج، وقدموا جهودًا يشاد بها على مستوى الوطن، وكان لهم دور بارز في تقدم الحركة الكشفية في مناطقهم وفي موسم الحج على وجه الخصوص.

من جانبه، تحدث القائد الكشفي سعيد محمد آل فريج عن تجربته الكشفية في منطقته والمهام التي قام بها في موسم الحج لخدمة حجاج بيت الله وكان آخرها سنة 1413هـ، بعد أن شارك في 24 موسمًا للحج، ذاكرًا أنه بدأ مسيرته الكشفية ضمن فريق الأشبال التابع لمدرسة رحمة الابتدائية الأولى (مدرسة العلاء الحضرمي حاليًا)، وفي المرحلة المتوسطة تم تأسيس الحركة الكشفية بتاروت في متوسطة الساحل بتاروت، وبعدها التحق بالحركة الكشفية في معهد المعلمين بالدمام لمدة ثلاث سنوات.

وكانت أول رحلة كشفية للحج له عام 1387هـ، برتبة كشاف يتبع كشافة معهد المعلمين، بمشاركة 7 أشخاص، حيث كانت باكورة حضور أجواء الحج بعد أداء العمرة مفردة، وبعد تخرجه من معهد المعلمين عام 1388 – 1389هـ، عُين معلمًا وقائدًا كشفيًا في مدرسة عمر المختار بثقبة، ثم انتقل إلى رحيمة الابتدائية الأولى عام 1390هـ.

وأوضح آل فريج أن التفويض يكون من جمعية الكشافة العربية السعودية بعد حصول الكشافة على دورة إعداد القادة والشارة الخشبية، مبينًا أن المهام التي يتولاها تكون تابعة إلى الإحصاء، والأمن العام، والبلدية، ووزارات الداخلية والتجارة والصحة.

وأشار إلى أنه في عام 1395هـ، أسس مركز التدريب الكشفي بمدرسة الحسن بن علي بتاروت، وعمل فيه لمدة سبع سنوات قبل أن يلغى وينقل إلى المركز التابع لجمعية الكشافة العربية السعودية بالدمام، لافتًا إلى أن ذهابهم للحج يكون مع بداية موسم الحج من تاريخ 2 إلى 14 من شهر ذي الحجة، بتفويض من جمعية الكشافة العربية السعودية، ويتم التجمع في مكة المكرمة والتوزيع على ثلاث فرق هي؛ مكة ومعسكران في عرفات ومنى، ويكون لكل قائد 24 كشافًا يدربون ميدانيًا ضمن مساحة وحدود معينة وتوزع كل فرقة على الجهات الموجودة وتعمل بنظام المناوبات.

مضيفًا أنه كلف خلال إحدى الرحلات بمهام تهتم بإحصاء عدد الحجاج مر فيها بتجارب لم ينسها مع مرور السنوات؛ وهي أنه قام بإسعاف حاج تونسي يبلغ من العمر 85 عامًا كان قد تاه عن مطوفه وتعرض لأزمة صحية، فحمله على ظهره إلى المستشفى، حيث تبين له أنه مصاب بفتق في بطنه تطلب إجراء عملية جراحية له.

وأضاف آل فريج: “في عام 1395هـ، تعرضت الخيام التابعة إلى الوفد المصري إلى حريق، ومع أن مدته كانت قصيرة حيث استغرق ساعتين، وتمت السيطرة عليه إلا أنه خلف موتى وجرحى،، وشاركت في عمليات الإنقاذ وتقديم الإسعافات الأولية”، ومع هذا التاريخ الحافل تنحى عن الكشافة في عام 1424هـ.

من جانبه، تحدث المفوض والقائد الكشفي علي محمد العبندي عن مشاركته مع الفرق الكشفية في الحج، لمدة 17 موسمًا للحج، منذ عام 1406 إلى 1412هـ، حيث شارك الهيئة العامة للرياضة (الرئاسة العامة لرعاية الشباب سابقًا) في معسكر في منى، بمهمة قائد كشفي في إرشاد التائهين، كما شارك في 1417هـ، كقائد كشفية بمنى تابع لإدارة التعليم بالمنطقة الشرقية، أما في عام 1423هـ، فقد كُلّف رسميًا من جمعية الكشافة العربية السعودية كمساعد في معسكر منى الجبل، إذ تولى مسؤولية منطقة كاملة في منى لإرشاد التائهين وهي منطقة الجمرات.

ولخص المهام التي يقوم بها الكشافة بأنها هي؛ المساهمة مع وزارة الحج في إرشاد التائهين، ومساعدة كبار السن والعجزة، بتوصيلهم إلى المخيمات والمطوفين، ومراقبة الأسعار، ومدة الصلاحية للسلع بالتعاون مع وزارة التجارة، بالإضافة إلى المساهمة مع وزارة الصحة في استقبال المرضى، والتعريف بالعيادات، والتخصصات الطبية، وكذلك منع تكدس المرضى على المراكز الصحية بتقديم الإسعافات الأولية، والتعاون مع أمانة العاصمة في تنظيم الباعة الجائلين والحجاج التائهين، وتقديم الرعاية النفسية إلى الأطفال التائهين.

واستطرد العبندي في حديثه حول رجوعه للمشاركة كقائد كشفي في مخيم عرفات في عام 1427هـ، لإرشاد التائهين وتقديم العون والمساعدة لهم، مع إعداد الكشفيين وتعريفهم بالخدمات التي يقومون بها وتقسيمهم وفق المرحلة العمرية إلى: قسم من المرحلة المتوسطة إلى الجوالة (الجامعية)، والآخر من 17 سنة فما فوق.

وذكر أن مشاركة الكشافة في الحج تكون بتوجيه من جمعية الكشافة العربية السعودية إلى الفرق الكشفية في عدة جهات وتكون في وزارة التعليم، والهيئة العامة للرياضة، والجامعات، ولجان التنمية الاجتماعية الأهلية، والجمعيات الخيرية، حيث يتكاتف الجميع لمساعدة الحجاج لإكمال هذا الركن من الدين.

وثمن أن تكليف القادة والكشافة يكون بعد خوضهم دورات تدريبية مكثفة في معسكرات إعدادية في مناطقهم، كما يقدم لهم دورات في الإسعافات الأولية، والإنقاذ، والدفاع المدني (الإطفاء) مع المسح والإرشاد وتطبيق مسح وهمي في مناطقهم.

ونبه إلى أنه يشترط عند اختيار القادة أن يكون حاصلًا على الشارة الخشبية التي تعطى للتأهيل القيادي عن طريق المناطق التعليمية بعد النظر إلى إنجازاته ومشاركاته في المخيمات الكشفية والالتزام بها في منطقته، وبعدها يحصل على تكليف رسمي ليكون قائد مخيم في منى، أو عرفات أو العزيزية والمشاعر، أو قائد برنامج كشفي.

واعتبر العبندي أن تجربته خصبة بالمواقف الكثيرة ومنها، مشاركته مع فرق الإنقاذ بعد نشوب حريق في منى عام 1399هـ، حيث تعرض الحجاج إلى مواقف وحروق شنيعة، وكذلك تعرضه إلى الرشوة عند مراقبة الأسعار واكتشاف فرق التسعيرة للبضائع، حيث تم التبليغ عن التاجر وإيقافه في موسم الحج.

بدوره، أفصح الفنان عبدالعظيم الضامن عن مشاركته في العمل الكشفي في موسم الحج لمدة 8 سنوات منذ المرحلة المتوسطة إلى مرحلتي الثانوية والجامعة، والتي كانت بين عرفات ومكة، إذ كان يعتمد عليهم مع غياب تقنية الاتصالات عبر الاتصال اللاسلكي عند القائد، أما الكشافة فكان برسم الخرائط للأماكن بصورة ميدانية وتخطيطها، لمعرفة الطرق لتسهيل مساعدة الحجاج.

وأشاد العبندي والضامن ببعض الشخصيات الكشفية التي قدمت إنجازات وأعمال كشفية في موسم الحج على مستوى القادة الكشفية فمنهم؛ موسى المعلم، وعبدالله الربعان، وسعيد آل فريج، وعلي طاهر، وعبدالعظيم التركي، أما على مستوى الكشافة فمنهم؛ محمد الحباس، والمرحوم برير العبندي، ومحمد الشيف، والسيد عباس الشبركة، وعلي الحايك، والسيد نعمة الشبركة، وعبدالصمد جابر حماد، وعبدالله أبو عبدالله، وحسين الشيف، وحسين آل جبر، وعلي وهب، ومبارك وهب، والمرحوم محمد العليوات، وأحمد سليس، وعلي أحمد أبو عبدالله منصور الجشي.

 


error: المحتوي محمي