المنتجعات والمسابح والشواطئ هي من أفضل الأماكن وأجملها عند الناس وخصوصًا الأطفال، والتي لا تزال للأسف تحصد أرواحًا بريئة بسبب الإهمال وعدم توفر وسائل السلامة فيها.
في فصل الصيف وفِي الإجازات يتوجه الكثير من الناس إلى الشواطئ والاستراحات والمنتجعات هربًا من الحر للتنزه وقضاء أوقات سعيدة فيها، ولكن بين عشية وضحاها قد تتحول تلك الأوقات السعيدة إلى مآتم وأحزان، وذلك عندما ينصدم أب أو أم أو قريب بسماع أو مشاهدة طفل غريق أمام أعينهم.
إن وجود مراقب ومراقبة أو منقذ ومنقذة للأطفال أثناء السباحة في برك المنتجعات والاستراحات أمر في غاية الأهمية للتقليل من حالات الغرق، لكن جشع أصحاب المنتجعات والاستراحات الذين لا يهمهم إلا أخد المبلغ كاملًا من الزبون دون التفكير في أي شيء آخر، وكما هو المثل البلدي “عمر ما حد حوش”.
إن حوادث الغرق موجودة في جميع دول العالم، لكن الأخد بالأسباب الوقائية والقيام بالإنقاذ الصحيح وتطبيق معايير السلامة يختلف بحسب مستوى الثقافة من مجتمع إلى آخر، وللأسف لا يزال وضعنا سيّئًا في تطبيق وسائل السلامة في البرك والمسابح وخاصة مسابح الاستراحات والمنتجعات، والتي يكون المردود المادي هو الهدف الأساسي منها، بغض النظر عن وجود وسائل السلامة فيها من عدمه.
إن اتّباع وسائل السلامة يمنع حصول الغرق أو يقلل الوفيات والإصابات، ولذلك عزيزي الأب وعزيزتي الأم لا تنشغلوا عن أطفالكم بتصفح العالم الافتراضي على أجهزتكم الذكية أو بمشاهدة ما تبثه المحطات الفضائية على الشاشة المستطيلة، وتتركوا الأطفال بمفردهم دون رقيب، حتى وإن كانوا في مسابح الصغار، ويمنعون من السباحة في مسابح الكبار.
خلاصة الكلام هو: أن على البلديات أن تضع شروطًا صارمة على أصحاب المنتجعات والاستراحات وأهمها وجود منقذ ومنقذة قبل القيام بالتأجير، وفرض غرامات وإغلاق المنتجع أو الاستراحة في حال خالف ذلك، وعلى الناس أن يتأكدوا من ذلك قبل التأجير حفاظًا على الأرواح البريئة من الأطفال التي تزهق بين فترة وأخرى في المسابح والبرك.