شاركت خمس فنانات تشكيليات من محافظة القطيف، بحضور نخبة من الفنانين والأدباء والمثقفين، مع 85 فنانًا تشكيليًا من مختلف أرجاء الوطن العربي: (مصر والشام والمغرب العربي والعراق)؛ لتتناغم الألوان في فسحة المسافات والزوايا، لتعكس مختلف الثقافات، في أجواء فنية، تشعل البصر والفكر، الذات بجمالية اللوحات، في فعالية سمبوزيوم، تحت شعار “فنانين بلا حدود”، في مدينة نورنبيرغ بدولة ألمانيا، التي أقيمت في الخامس من يوليو، واستمرت لمدة أسبوع.
وجاءت هذه المشاركة بدعوة من “سمبوزيوم الفن بلا حدود بنورنبرغ” لكل من؛ الفنانة التشكيلية زهراء البناي ونسمة العلق وزهرة الأمير وفاطمة المطر وليلى مال الله.
وتنوعت المدارس الفنية، التي احتضنتها الفعالية بين التعبيرية والتجريدية والواقعية والتأثيرية والسريالية، بجانب فن النحت والشعر والموسيقى، الذي أضفى على الأجواء الأنس الروحي والفني، معرفًا المجتمع الأوروبي في شكله العام، والألماني بوجه الخصوص على الحضارة والتاريخ، والبيئة الثقافية والاجتماعية العربية، من خلال الفن بألوانه ومشاربه المختلفة.
وذكرت الفنانة التشكيلية زهراء البناي، التي يمثل الفن التشكيلي بدنياها حياة، وسعادة، وحرية، وانطلاق، وعالم آخر تغفو عند مروجه الخضراء بهدوء وسكينة وحب، بوحًا من أعماقها، بأن فرشاتها، تحررت من أتربة أعوام طويلة مضت، لتنطلق مجددًا بكل حرية، وترقص بين الألوان، تحت سماء نورنبيرغ.
وأشارت إلى أن وجودها في وسط عدد كبير من الفنانين بمستويات وثقافات وحضارات مختلفة، حرر فرشاتها بعد سبات ٦ أعوام -تراها طويلة-، لتشعل فانوس إلهام الفن، الذي يجري بأوردتها من جديد في هذه المشاركة.
وأوضحت أن هذه المشاركة لم تكن أولى مشاركاتها خارج الأسوار الجغرافية للوطن، حيث إنها لديها العديد من المشاركات السابقة، لافتة إلى أنها أول مشاركة، تأتي بعد سبات أعوام طويلة، انقطعت فيها عن أجواء الرسم والتشكيل.
وعن نوعية مشاركتها، قالت: اسم لوحتي المشاركة “حرير البنفسج بين ظلال الزيزفون”، قطعة حرير، تتناغم على شكل جسد امرأة خلفها أجنحة، تعبر عن الحرية والانطلاق بين أغصان متشابكة من الأشجار، تتناغم هي الأخرى، وتنحني بانسجام مع جسد المرأة.
واعتبرت مشاركتها إضافة رائعة جدًا -بحسب توصيفها- من خلال اكتساب طاقة فنية بروح جديدة، ورؤيا، وفكر أنضج وعي، منوهة إلى أن السفر عادة له فوائد كبيرة، وإضافات إيجابية على حياة الإنسان على الصعيد النفسي والثقافي والسلوكي على حد سواء، فكيف برحلة مع ألواني وفرشاتي وانفتاح على عالم الفن في بلد الفن، ومنشأ عمالقة الفن التشكيلي الزاخر بمختلف المدارس الفنية.
وقالت: إن رحلة نورنبيرغ رحلة جميلة عرفتني على شخصيات مختلفة، واكتسبت صداقات جميلة، ودفعتني بقوة للرجوع إلى عالم الفن والتفكير بإيجابية في إنتاج فني جديد بروح جديدة، تطير في سماء الكون البديع.
وذكرت الفنانة التشكيلية نسمة العلق أن مشاركتها في سمبوزيوم المانيا، مع فنانيين بلا حدود، تعد الأولى من نوعها، معتبرة إياه آخر إنجازاتها.
وقالت: إن المشاركة في هكذا فعاليات تمنح الإنسان شعورًا جميلًا؛ ليجد ذاته في وسط خبرات فنية عالية من مختلف البلدان العربية، متمنية استمرارها في ملتقيات فنية حافلة بالعطاء.
وعن ماهية مشاركتها، أجابت بأنها أنتجت مجموعة من الأعمال، من ضمنها لوحة تعكس التراث العربي في منطقة الخليج، لافتة إلى أن الحضور، وجميع الفنانين والفنانات أشادوا إعجابًا بنقل التراث العربي بصريًا عبر لوحتها.
وبينت أن الفنان التشكيلي، يستفيد من المشاركة في هكذا فعاليات خارج الأسوار الجغرافية للوطن، ليقتنص الخبرة والتطلع لكل جديد والتعرف أكثر على الفنانين والفنانات من مختلف الأجناس ومعرفة حضارات البلاد التي ينتمي لها المشاركون.
وذكرت أن الفن التشكيلي، يمثل الاهتمام الأكبر في الحياة، كهواية عشقتها منذ الصغر، مؤكدة أنه لا نهاية له.
وقالت: بالنسبة لي فإنه كل ما أراه في الكون، داعية كل إنسان لديه موهبة، الاهتمام بها والتعبير عنها، ليبذل كل ما في جهده، لنقل ما يشعر به، ويراه للمجتمع، مؤكدة أن لكل مجتهد نصيب.
وشاركت الفنانة فاطمة المطر، التي ترى الفن التشكيلي حياة أخرى، حيث إن كل ما يشعر به الفنان تبصره في لوحاته، وألوانه، وضربات فرشاته، إنه المتنفس، الذي يتنفس به في هذه الحياة، برسم لوحتين؛ الأولى: تعبر عن عنفوان المرأة وشموخها مع القيود الكثيرة التي تعيشها، والثانية: تعبر عن قوة تمسك المرأة بشريك حياتها واستنادها عليه، بكونه العمود الفقري الذي تستند عليه الأسرة.
وأعربت عن سعادتها الغامرة بهذه المشاركة، واصفة شعورها بالجميل، الذي يجعل الإنسان، يشعر بالثقة ويعيشها.
وأشارت إلى أن هذه أول مشاركة لها خارج البلاد، لتأتي السمبوزيم، آخر إنجاز تمنت تحقيقه وخوضه.
وعن الكلمة التي أثرت في ذاتها بساحة الفعالية، أجابت: هي كلمة المدير الإعلامي للسمبوزيم رائد نقشبندي من دولة سوريا، الذي قال: إن هذا السمبوزيم احتفالية فكرية ثقافية حضارية، نتمنى أن تستمر هذه الفعاليات، لما فيها من صورة مشرقة، للفنان العربي، لنقل ثقافته وفنه حول أرجاء العالم.
وذكرت أنهن في هذه الرحلة والمشاركة، تعرفن على الكثير من الفنانين والفنانات من جميع أنحاء العالم، وتعلمن الجرأة، والأشياء الجديدة والجميلة، سواء كانت في الفن أم في فن التعامل مع الآخرين.
وقالت: رأينا الحب والعطاء في قلوب الكثيرين، وكنا جميعًا كأخوة، مؤكدة أن الفن ينبع من هذه القلوب الإنسانية الجميلة.
ووجهت كلمة لكل من تحبه قائلة: خربش، ارسم، عبر عما في داخلك، خُض التجارب بالخط، والكتابة، والرسم، وبالسفر، منوهة إلى أن الله -سبحانه وتعالى- أعطى الإنسان نعمًا كثيرة، وأن الحياة جميلة، نستحق أن نعيشها، ونشعر بجماليتها، ونعانقها بكل دفء.
وذكرت الفنانة التشكيلية زهرة الأمير، التي تعيش الفن الجزء والكل، تتنفسه لتحيا به وأكثر، حيث لا يمكن التعبير بأن وجودها في الفعالية بين كبار الفنانين والفنانات من مختلف الدول العربية، إثراء فني لها، وتجربة غنية في دنياها الفنية.
واعتبرت مشاركتها الأولى في أوروبا، بكونها اطلعت على ثقافة فنية من عصر النهضة، هو من أكبر الإنجازات، التي كانت تحلم بها، لوجود كوكبة فنية من مختلف الثقافات الفنية.
وعن مشاركتها، قالت: أحببت أن تكتنف لوحتي رموزًا، لهذا البلد الرائع -المانيا-، بألوان العلم بين وريقات الإكليل.
وأشارت إلى جمالية أن تسمع من الفنانين في المانيا، قولهم: يحمل فنك روحًا وإحساسًا، ليأتي تأثيره الإيجابي بكل طموحاتك وأمنياتك.
وفيما يُعنى بالفائدة من المشاركة في هكذا فعاليات خارج الأسوار الجغرافية للوطن، أجابت: الفنان بأنه عادة ما يكون طموحًا، لافتة إلى أن هناك من يطمح للثقافة الفنية والاطلاع، للشهرة الفنية، والتمتع برؤية فنون مختلفة، لأمكنة أخرى، مؤكدة أن كل صور الطموح سيجدها الفنان بهكذا خطوة.
شاهد الصور:
حرير البنفسج بين ظلال الزيزفون – زهراء البناي
أثناء الورشة الفنية وبين المروج – زهراء البناي
أعمال الفنانة: نسمه العلق
أثناء التكريم- الفنانة: فاطمة المطر
لوحة الفنانة: فاطمة المطر
الفنان جورج من سوريا مع لوحة الفنانة زهره الأمير
الفنانة الألمانية برغيتي مع لوحة الفنانة زهرة الأمير