الحاج محمد آل رجب حيوية الروح

إن الموت يجيد اقتناص الأحبة الذين ينثرون الحب والعطاء ويتنفسون التجدد في الحياة. ففي اللحظة التي نحاول أن نتعايش مع صدمة الحزن على فقيد القطيف المعطاء الأستاذ عباس الشماسي؛ صدمنا برحيل الحاج محمد آل رجب؛ لتزداد حالة الأسى.

من عايشه يعرف من هو! من لم يعرفه فها أنا ذا أخبره عنه، وفاء له ولقلبه الذي غمرني بالمحبة واللطف، ولعقله الذي ما فتي يناقش ويحاور وينفتح على كل الاحتمالات، ولحيويته التي لا تكاد تراها عند الكثير من أقرانه.

ذاكرتي معه ليست بعيدة، لكنها عميقة، فقد تعرفت عليه منذ ٨ سنوات تقريبًا حين بدأت صحبتي بنجله الشيخ أحمد الخطيب الصاعد، الذي ألهمه الخدمة الحسينية وصاغه في وقت مبكر. وبدأت العلاقة تدريجيًا تتصاعد لمرحلة العلقة فالأنس والانجذاب.

أبو جاسم شخصية لا تعرف الراحة أو الملل، فقد كان دائم النشاط، ضمن برنامجه الأسرى والرياضي والاجتماعي، مولعًا باكتشاف تجارب جديدة تملأ عليه يومه بالنشاط والفرح، كان آخرها (زرنوق السعادة) عند منزله بالجارودية. مستقلًا لا ينحاز للأقوال بسبب أن من يحبه قالها، بل تجده مناقشًا ومحاورًا جريئًا، متواصلًا مع من حوله، ويزداد تواصله وحنوه واهتمامه لمن يصغي له ويلتمس منه فكرة أو خبرة.

صاحب دمعة ساخنة في مجالس الذكر وعزاء أهل البيت عليهم السلام. رائع الابتسامة، وقوي الخطى، وكثير الصلة. كان يستمتع بكل لحظاته ويوثّقها في صورة أو فيلم قصير. وربما كان يشعر بقصر في عمره.

واليوم وأنا أصلي في جنازته كنت أستحضر كل قصص اللقاء والأنس. رحمه الله تعالى وأسكنه الجنة..



error: المحتوي محمي