الباحث إسماعيل هجلس معقبًا على تقرير mbc: القطيف أول مدينة احتضنت البيت الأحمر

أشاد الباحث والمهتم بالتراث والعمارة إسماعيل هجلس بتسليط قناة mbc، في تقرير لها، الضوء على أسلوب البناء الحديث في عدد من منازل المنطقة، والتي استخدم فيها الطوب الأحمر بطريقة تحاكي العمارة القديمة.

وأكد “هجلس” أن أول منزل بني في المنطقة بهذه الطريقة الفنية الفريدة من نوعها، هو منزل المهندس السيد بسام العوامي، في محافظة القطيف، وبالتحديد في حي المجيدية، وليس في مدينة الظهران كما ورد في تقرير mbc.

وأوضح أن هذا البيت الأول في مجيدية القطيف، وشيدت بعده عدة بيوت بنفس الطريقة ولكن بتخطيط وتفاصيل مختلفة بينها؛ منزل المبرمج السيد عدنان العوامي بالمجيدية، ومنزل المهندس علي الحجي، سيهات، ومنزل المهندس عبد العزيز الخويطر بمدينة الظهران، ومنزل المهندس نزار النصر بسيهات، ومنزل السيد علوي الخباز بحي المجيدية بالقطيف، ومنزل الهميلي بالعوامية (لم يكتمل بعد على الأرجح)، ومنزل المهندس شاكر العبد الجبار الشبيلي (تخطيط).

وقال “هجلس” إن هذا النوع من المباني، مكون من عدة أدوار دون حديد مسلح أو خرسانة، وهي فكرة غامضة وفيها من المغامرة الكثير.

وأضاف أن فكرة تشييد المنزل لم تكن وليدة اللحظة أو اجتهاد شخصي أو من الخيال، بل ناتجة عن انتماء ومعرفة وحب وفهم لطبيعة الأرض، ومحاولة لمحاكاة البيئة المحلية من مواد أولية كبيوت الأجداد التاريخية بقلعة القطيف وحي الديرة بجزيرة تاروت وغيرها من البيوت التقليدية بوطننا العزيز.

ولفت إلى وجود حوارات ونقاشات طويلة جدًا، جرت قبل تشييد المنزل بين الأصدقاء والمهتمين بهذا النوع من البناء الصديق للبيئة والمستدام، كانت بداياتها في الثمانينات الميلادية بين أروقة الغرف والمكاتب والاطلاع على منجزات المهندس عبد الواحد الوكيل (مسجد قبا والقبلتين ومساجد الكورنيش بجدة وغيرها الكثير من المشاريع)، وتوقدت في 90 الميلادية عندما تحولت لواقع، حينها بدأ البحث عن المهندسين والحرفيين المتخصصين، ووقع البحث على مقال بجريدة “الشرق الأوسط” عام 90م لأحد المكاتب الهندسية بالقاهرة، والذي يصمم وينفذ مثل هذا النوع من البناء، هو الوجهة والمطلوب والضالة للمهندس عبد الرزاق هجلس والذي كان  يبحث عنه، وجرت بعدها تنقلات وزيارات ومقابلات ماراثونية لبعض المكاتب الهندسية المهتمة بالبناء بالمواد المحلية.

وأكد “هجلس” أن المهندس بسام العوامي وزوجته الصيدلانية فاطمة هجلس كانا أحد أركان المثلث الملهم بالمنطقة لفكرة البناء بعيدًا عن الحديد المسلح والخرسانة الجاهزة، معتمدين على الطوب الأحمر المحلي والمعالج بالحرارة، فكان المرحوم المهندس عبد الرزاق هجلس، هو المحرك والمنظم والمشرف والمخطط على هذه الفكرة، يمثله بمكتب “الهجلس” الهندسي، وهو أحد المكاتب الأوائل الهندسية الخلاقة في المنطقة، فتم استقدام المهندس المتخصص في هذا النوع من العمارة، وهو المهندس المصري المبدع عنان محمد علي، وبدأ وضع الأفكار والنماذج الأولية التي تعتمد على التصاميم العريقة، وحتى يكتمل المشروع لابد من وجود جهة تعنى بالإنشاء وكان ولادة مؤسسة موارد الأرض للبناء.

واستغرق منزل السيد بسام العوامي وزوجته فاطمة هجلس سنوات طويلة، لتجهيز الأرضيات ورسمها وصناعتها بمدينة يزد على يد المهندسة رويا رسائي، وتصميم النوافذ بأيدٍ فنية مغربية مصرية والإنارة من المغرب ومصر، مما جعل البيت وإنهاءه يتأخر، وقطع السجاد الأصلية ودراسة التكييف وتلييس الجدران بالطريقة المغربية (التدلكة).

ونوه “هجلس” إلى الصعوبات التي واجهت هذا النوع من البناء ومن بينها؛ عدم توفر الفنيين والعمالة المتخصصة، فكانت رحلة البحث (بسام وعنان والمكتب) ما بين تركيا ومصر والهند وبنجلاديش، لتوفير ما يلزم من الفنيين المتخصصين من مكاتب الاستقدام، وتم تشييد منزلين بالخبر حي الهدا بالتعاون بين مكتبي المهندس محمد الحموية ومكتب المهندس عبد الرزاق هجلس بالقطيف، ويعود هذان البيتان لكل من المكرم عمر أبو السعود والدكتور عبد العزيز سليمان العيدي، وكان مصدر الطوب الأحمر من مصنع اليمامة بالرياض، وتم نشر عدة مقالات وفي مجلة “البناء العربي” السعودية مع المهندس عبد الرزاق هجلس، بالإضافة لمقال آخر وضع صورًا خاصة بمنزل السيد بسام العوامي ومقابلة أيضًا بإحدى القنوات السعودية حول هذا الأمر.

وأوضح أن هذا المنزل الذي بني في القطيف كان يشار له بالبيت الأحمر، كما يحلو للبعض تسميته “القطيف المجيدية”، لما يحمله من بناء بمواد محلية وطابع إسلامي جميل، وهذا التعقيب السريع على التقرير الذي بثته القناة، إنما حفظًا لحقوق المهندس عبد الرزاق هجلس – رحمة الله – عليه ومكتب الهجلس الهندسي وعائلة المهندس بسام العوامي وزوجته الصيدلانية فاطمة هجلس وجهود المهندس المبدع عنان محمد علي.


تقرير mbc


صور للبيت الأحمر في القطيف

 



error: المحتوي محمي