من صفوى.. الداؤود: دفعت كل ما أملك لأصل إلى لقب البطل في «مسابقات طيور أوروبا»

قد يبدو غريبًا أن طفلًا عمره 4 سنوات يرافق أخاه، ويتجول معه في أسواق الطيور، ويساعده في تقديم الطعام لها، وتنظيف أقفاصها، حيث شغف بها عشقًا، لتعيش برفقة ذاته، وتكبر معه، فمنذ نعومة أظفاره، عشق ذلك الطائر، القادم من جزر الكناري، الذي يتحلى بالجمال، وحسن الصوت.

يقول أحمد محمد آل داؤود، البالغ من العمر 24 عاماً، إنه بدأ الدخول في عالم الطيور، وتحديدًا في تربية الكناري عام 2010م، عندما كان في الرابعة عشرة من عمره، وفي عام 2017م، بدأ في تربية طائر التمبرادو القريب جينيًا من الكناري البري الأصلي بعد أن جلبه إلى مدينة صفوى بمحافظة القطيف، من إسبانيا، وهو الطائر الذي أتى به البحارة الإسبان إلى بلادهم من جزر الكناري قبل ما يزيد على 600 عام، وأصبح الآن يملك 30 زوجًا من هذا النوع.

وأوضح أن انجذابه إلى تربية الكناري في بداية مشواره، جاء نتيجة جمال صوته، وشكله الفتّان الجميل، متخطيًا هذه الجاذبية، ليتعمق في التمبرادو، الذي لا يتمتع بجمالية المنظر بنسبة عالية، إلا أنه يتمتع بتفرد صوته، وموسيقى التغريد لديه، التي لا شبيه لها بين سواه من أنواع الكناري الأخرى، لتكون علامة فارقة تميزه.

وأشار إلى أن وراء هذا العشق، قصة براءة الطفولة، حيث كان يرافق أخاه مصطفى، الذي كان يربي الكناري، وقال: “كنت أتخذ من تنظيف الأقفاص ووضع الأكل للطيور مساعدة أقدمها لأخي مصطفى في تربية الكناري، وكان عمري حينها أربع سنوات، وكذلك كنت أذهب معه إلى أسواق الطيور؛ لذا أحببت الطيور من هذه اللحظات الجميلة، التي عشتها في طفولتي”.

بيئة صحية
ويؤكد “الداؤود” أنه الوحيد في الخليج العربي المتخصص في تربية هذا النوع من الكناري “التمبرادو”، ذلك الطير النادر، الذي يتميز بصوته، وبالمواصفات والمقاييس العالمية لهذا النوع، مضيفًا أنه يوجد مربون آخرون، ولكنهم فئة قليلة.

وذكر أن طير “التمبرادو” له طريقة خاصة في تربيته، وهي محاكاة الطبيعة بخلق بيئة مناسبة له يتم فيها ضبط الإضاءة ودرجة الحرارة، لافتاً إلى أن تحضير الغرفة كلّفه قرابة 50 ألف ريال، وقال: “تمر هذه الطيور في تربيتها بأربع مراحل، وهي؛ مرحلة تجهيز الطيور للإنتاج، وبعدها تتم عملية الإنتاج، تتبعها مرحلة غيار الريش، ثم مرحلة الراحة، وتتكرر هذه المراحل كل عام”.

وتحدث عن التكاليف الباهظة التي أنفقها على هذه الطيور لتهيئتها للمشاركة في بطولات عالمية قائلاً: “دفعت كل ما أملك للوصول للقب البطل بالمشاركة بطيوري في مسابقات الطيور التي تقيمها دول أوروبا”، مضيفاً: “واشتريت 20 زوجًا من الكناريا من أبطال إسبانيا عام 2019م، وبدأت هذا العام في تربية وإنتاج الطيور وبيعها”.

أمنية عاشق يتمنى
وعن الأمنيات في حياته كمربي طيور، ذكر “الداؤود” أنه يقتدي بالمربي فرانسيسكو بنتو من إسبانيا، وأن مختصر أمنياته وطموحاته هو المشاركة في المسابقات الخاصة بطيور الكناري في المغرب العربي وإسبانيا.

وعلى الصعيد ذاته، بيَّن أن المربين والهواة السعوديين، الآن ينافسون المربين على مستوى العالم؛ لوجود خامات مميزة ذات معايير عالية لديهم، مؤكدًا وجود وعي كبير، وتوجه للتخصص في تربية الطيور المعترف بها عالميًا، وكذلك هنالك وعي بالانخراط في النوادي، والجمعيات، التي تنتظر الترسيم، لممارسة أنشطتها.

واختتم قائلًا: “لدينا في النادي السعودي للطيور المغردة، وهم مجموعة من المحترفين في تربية الكناري، عددهم 62 عضوًا”.


error: المحتوي محمي