بالصور.. «شتاء تاروت» بدأ برحلة عائلية وانتهى بكرنفال ثقافي سياحي

شهدت قلعة تاروت القابعة في حي الديرة بتاروت أكبر تجمع كرنفالي امتزج بين؛ التعريف بالثقافة التاريخية والتراثية، وممارسة الفن المباشر من جميع الأعمار، مع أخذ جولات ميدانية داخل قلعة تاروت الأثرية، وبين طرقات الديرة والأحياء القريبة منها.

جاء ذلك في ختام فعالية “شتاء تاروت” يوم السبت 16 مارس 2019م، بعد أن أقيمت في يوم السبت من كل أسبوع وعلى مدار شهرين، واحتضنها كمبادرة شخصية من الفنان عبدالعظيم الضامن وعائلته، وبعد عدة أسابيع شارك في تنظيمها فريق المحبة والسلام.

ويأتي ذلك بعد انطلاقتها برحلة عائلة مع بعض الأطفال لتعريفهم بتاريخ تاروت، ومن مهدها القلعة، ثم توسعت إلى الأصدقاء والمعارف، ومن ثم إلى مشاركة الجهات والأفراد، بينهم “فريق مشاة سيهات”، وفنانون وفنانات بالرسم التشكيلي، والمصورون الفوتوغرافيون.

وتميزت الفعالية في يومها الأخير بحضور أكثر من 800 شخص من مختلف الأعمار، من محافظة القطيف وخارجها، حتى على مستوى الخليج العربي، فكان من بينهم زيارة فريق فينكس رايدرز الذي استضاف قائدي الدرجات من دول الخليج وبعض الفرق في المنطقة، وتعرفوا على قلعة تاروت.

وتعدت الزيارات إلى زيارة “زرنوق السعادة” بحي الحوامي” والذي تميز بطابعه التراثي التجميلي، وتحويله من زقاق يرتاده المارة في الذهاب والإياب إلى بيوتهم فقط، إلى مشهد سياحي يعبر عن الهوية التراثية لتاروت والقطيف قاطبة، يعكس الفن الذي يمتلكه الأهالي سواء من خلال التصميم أو الرسم واقتناء التحف الأثرية، وكذلك إلى تشجيره بالنباتات.

وجمعت في تفاصيلها التراث الفني من فلكلورات شعبية، في حزمة من الفنون بأسلوب سرد الحكايا التي تروي التاريخ بأسلوب قصصي، وإنشاد قصائد الموال والأهازيج الشعبية ويامال من النهام محمد السنونة، أما الفنان مهدي الجصاص فقد أضاف جوًا خاصًا بتقمصه دور “مريم نور القطيفية” التي تدعو للمحافظة على التراث والتعريف به باللهجة الشعبية وأسلوب كوميدي.

وأضافت المهن بعدًا يكشف أثر البيئة في توجّه البعض عليها ومنها، مهنة سف الخوصيات من المزارع منصور المدن الذي وجهها إلى تعليم النشء طريقتها، وبجانبه عرض النجار علي آل شطي نماذج من السفن المصغّرة.

ولم تغب مهن السيدات بوجود الحناية آمنة الراشد ونقش الحناء للبنات الصغيرات والسيدات، واحتضنت الفعالية 8 فنانات تشكيليات؛ نفذن مبادرة تجميل حديقة سنابس، وتم تقديم تكريم خاص لهن.

من جانبه، تحدث الفنان عبدالعظيم الضامن لـ«القطيف اليوم» عن الأثر الذي لمسه من توافد الزوار للفعالية، والتعرف على ديرة تاروت وما فيها من معالم تاريخية إلا أنها مجهولة عند البعض، فكانت وقفة لهم لمعرفة ما بها من أجزاء أثرية بشكل ملموس، والتعرف على تفاصيلها وكيف أنشأها القدماء البرتغاليون من قديم الزمان.

واعتبر الضامن الفعالية خطوة أولى لانطلاق فعاليات متجددة، ومحاولة التفكير بعمل متميز ونوعي، يثري الجانب الثقافي والاجتماعي لأبناء المنطقة، والتعرف على تاروت والمنطقة وجعلها ضمن المسار السياحي لهم.

               


error: المحتوي محمي