ريحان القلوب

في رثاء الشابة المبرورة تغريد بنت محمد آل حجيري الأربعاء 5/11/1439هـ

لبس الكمال كآبة وسوادا
وأقام للدنيا عليكِ حدادا

ونعت خمائله البهية زهرة
فواحة تسقي الوجود رشادا

حجبت محاسنَه رياحُ جفاوة
كالطير تأسره الفخاخ عنادا

وكأنه قلب يجود حشاشة
ذرف الدموع لخافقيك مهادا

وكأنه نجم تكدر ضوؤه
يزجي إلى تغريدَ منه سهادا

فشبابها وهب الجَنان صبابة
وذبولها سلب الكيان سعادا

لم يشهد الغصن النضير شروقه
حتى استحال مع الغروب رمادا

مازال يمنحه الربيع جماله
حتى اصطلى برحى الخريف زنادا

راحت تسمّل مقلتيه بغدرةٍ
حفرت قبور ضيائهن غمادا

الموت طرز للوداع مآتمًا
جال البكاء لنعشهن جوادا

أبنيتي أرخى الأنين سدوله
في موسم يرعى مناك حصادا

ما زال ينبوع الحنان يضمني
مذ كنت فيه للوفاء مدادا

مذ كنت فيه للحياء جواهرًا
ولآلئًا تزدان منه نضادا

مذ كنت ريحان القلوب وشهدها
أعشبتها و ملأتها أعيادا

مثلت فينا الأمنيات فأصبحت
ماء يغذي الوالهـين و زادا

سرعان ما أزف الرحيل و أسره
ألقى علينا مع الحنين صفادا

فـإذا بنا و اليتم قوض سعدنا
وكأنه سهم يفت فؤادا

ألفيت زينب وهي ترقب أمها
وهديلها يستنزف الميعادا

ورفيف زهراء الرقيقةِ يرتجي
حُلما تهادى يقظـة و رقادا

كيف ارتحلت وفاطم مشتاقة
ترجو لديك حضانة و سنادا

مازال عش الذكريات متيمًا
يرنو لشرفة وجنتيك مرادا

سرت لمثواك كمثل حمامة
ولهى تدثرها الجنان خلادا

يحدوك غفران الرحيم و لطفه
في ديمة هطلت عليك ضمادا

رسخت بالتقوى شمائل درة
زفت إلى حور الجنان ودادا


error: المحتوي محمي