أم الحمام.. المصطفى والمسيري يحذران من خطر الألعاب الإلكترونية

أجمع الدكتور عبدالعزيز المصطفى واختصاصي أمن المعلومات نضال المسيري على ضرورة وعي الوالدين بخطر الألعاب الإليكترونية والآثار المترتبة عليها، وكذلك تقنيات التواصل الاجتماعي، بمعرفة الجانبين السلبي والإيجابي لها، والعمل على توجيه الطفل؛ للمحافظة على حالة التوازن النفسي والاجتماعي له عند التعلق بها.

جاء ذلك في الندوة التربوية والاجتماعية “الألعاب الإلكترونية وآثارها وأخطارها” التي قدمها الدكتور عبدالعزيز المصطفى واختصاصي أمن المعلومات نضال المسيري، يوم الأربعاء 19 ذو القعدة 1439هـ، من تنظيم برنامج “لما يحييكم” بأم الحمام، في حسينية الزهراء (ع).

وشهدت الندوة حضور عدد من أولياء الأمور، والمهتمين بالتربية، وأدار حوارها اختصاصي التربية الخاصة محمد الخنيزي، مستهلًا حديثه بالترحيب والتعريف بالضيفين، والإنجازات التي حققها في المجالين العلمي والعملي، بعده استعرض نتائج الاستبيان الذي قدم قبل الندوة بأسبوع، حول استخدام الأجهزة الإلكترونية.

وكشف الخنيزي أنه خاض تجربة الاستبيان 386 شخصًا، لديهم 964 طفلًا، تبين خلالها أن 72.7% من أولياء الأمور يراقبون ويتابعون المواقع التي يدخلها أولادهم، و26% منهم لا يعلمون بمحتويات الأجهزة الخاصة بأطفالهم، و87.1% منهم يؤمنون بأضرار الأجهزة الإلكترونية.

من جانبه، أوضح الدكتور المصطفى أن الأجهزة وسيلة إلى ألعاب ذكاء وتعلم مهارات تعليمية نمائية مع ترفيه، وهنا يكون الجدل والخلاف حول قضية أجهزة الترفيه، مقارنًا بين التربية قديمًا وحديثًا، إذ نجد أنها قديمًا تعتبر الأسرة هي المربي للأبناء، في البيت وهو يتعلم ذاتيًا فيه من أفراد الأسرة، أما التربية في الوقت الحاضر فالولد أصبح يربي الأسرة، كما أن العملية التربوية تكون من الألعاب، وهنا نجد الأسرة تلقي إسقاطاتها على وسائل الإعلام، التي تركز على السلبيات التي لا تعتبر وسيلة للتربية ولكنها مجرد مساعد لها.

وحذر من الوقت الطويل الذي يقضيه الطفل على الأجهزة، مما ينتج عنه معاناة 98% من الأبناء الذين يصابون بزيادة الوزن وقلة الحركة، نافيًا أن تكون سببًا لفقدان الطفل مهاراته النمائية في عمر معين، حيث إنها لم تكشف من دراسة علمية وإنما معظمها اجتهادات شخصية، وبعضها غربية، ومن الصعب تعميم هذه النتائج لدينا، إذ لابد من أخذ عينة من المجتمع.

ونبه المصطفى إلى الجانب الإيجابي والفائدة التي يأخذها الأبناء من الأجهزة، بشرط ألا يزيد المكوث عليها عن تسع ساعات، مشيرًا إلى أنها قد يوجد لدينا جراحون وطيارون ماهرون يستخدمون الألعاب، وساعدتهم على تقوية الانتباه والحواس، مشددًا على الأسرة إيجاد البدائل وهوايات للطفل، وعمل صيفي وتطوعي، مع مشاركة الطفل في الألعاب الإلكترونية من قبل الوالدين.

من جانبه، طالب الاختصاصي المسيري بمعرفة الطريقة التي يفكر الأولاد بها والمكان الذي يعيشون فيه، والقدوة لهم الآن، حيث إنهم يتجهون إلى أبطال اليوتيوب والألعاب، التي يتم التسويق لها بشكل احترافي لتبهر الأبناء، معقبًا على حديث الدكتور بأن جلوس الأطفال في البيت أخطر عليهم من وجودهم خارجه.

وأيد المسيري ما طرح من ضرورة توفير البديل للطفل، ومراعاة عامل الجذب من الأقران، مركزًا على مدى علاقة أفراد الأسرة بالأجهزة، مع الوعي بالأوامر التي تعطى له ضمن الألعاب، وكيف يمكن توعية الأولاد بخطرها، عبر معرفة الأشخاص المشاركين في هذه الألعاب.

وأشار إلى أنها قد تتضمن الابتزاز والتحرش الذي يكون مجاله كبير، وعليه فلابد القيام بحماية الأجهزة، التي تكون من المختص.

وبين المصطفى أن الأبناء يتعرضون إلى عنف موجه من الألعاب قد يؤدي إلى الإدمان، في حين أن الطفل يبحث عن القدوة أو البديل الذي لا يجده عند الأب الذي لم يصبح قدوة له، لعدم وجود حوار بينه وبين الوالدين، وإنما هما يقومان بتقديم أوامر فقط، مؤكدًا أن صناع الألعاب يعملون على جذب الطفل وفق المرحلة العمرية، ووفق الحاجات النفسية له، والتي قد تصل إلى أن تدعوه للإرهاب، الذي يعمل على تدمير الناس.

وعن التمييز بين البرامج المفيدة والخطرة، وهل توجد رقابة عليها من المتاجر؟ أوضح المسيري أن الألعاب تأتي على مراحل وأغلبها لا تباع إلا في السوق السوداء، وتصنف حسب العمر.

وركز المصطفى على الجانب التربوي في اللعبة، حيث لا يوجد والدان يستطيعان منع أولادهما من أي لعبة، لكن عليهما تعليمهم طرق التعامل مع الغرباء، وزرع القيم فيهم، مطالبًا بتفعيل دور المدرسة بإقامة ورش العمل التوعوية، مع الترشيد من الأسرة والمجتمع.

وأرشد المصطفى إلى أنه توجد أساليب لمراقبة الأطفال والمراهقين دون أن يفقد الطفل الثقة بالنفس، ولكنه لم يحدد حلولًا واضحة، أما الأساليب التي حددها فهي: اختيار الأقران، والتحلي بالأخلاق، والحوار، والاطلاع على ما هو جديد، والمشاركة مع الطفل، ولابد أن تكون العملية مبرمجة وواسعة لإيجاد العلاقات الإنسانية في المحيط العائلي والاجتماعي.

واختتمت الندوة بمداخلات الحضور التي دارت ضمن سياق المحاور المطروحة، بعدها أوجز الدكتور المصطفى نصيحة بالدعوة إلى العمل التطوعي في المنزل، ومعرفة كيفية التعامل مع المراهقين، فيما كانت نصيحة الاختصاصي المسيري بوضع قانون ضابط بين الوالدين والأولاد يتضمن العقاب والثواب.


error: المحتوي محمي